بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:
قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ )
لقد أنزل الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم وهو للأمة جمعاء هدىً وذكرىً وشفاءا ومعجزه ، فهو هدىً للضال ،وذكرى للغافل ،وشفاء للمريض ، ومعجزٌ للمتحدي ، ونور لكل أعمى .
وهو أيضا الروح التي بدونها يموت القلب قال الله تعالى ( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا )
ومن صفاته ايضا انه يجمع العلم كله قال ابن مسعود ( من أراد العلم فليثور القرآن ، فإن فيه علم الأولين والاخرين ) ومعنى تثوير القران :أي قراءته ، ومفاتشة العلماء به ، في تفسيره ومعانيه.
ومن العجيب أخي المبارك أنك تجد في المسلمين من يجهل هذه الصفات اللتي للقران الكريم ، ولا يستشعر عظمته، ولا يتدبر آياته ، فهو لا يقرأه إلا في يوم الجمعه وفيهم من لا يقرأه إلا في رمضان، ولو فتشت في دواخله وإطلعت على أحواله تجده محملا بالهموم والمشكلات ولم يعلم أن حلها وعلاجها موجود في القران الكريم قال عز وجل ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) .
ومما يزيد الدهشة والعجب ما تقرأه لغير المسلمين من مدح في القران الكريم وإعتراف ٍ بعظمته وتأثيره
.
فهذا (جوزيف آرسنت) وهو فيلسوف ملحد !!!! يقول (تضم مكتبتي آلاف الكتب السياسيه والإجتماعيه والأدبيه وغيرها والتي لم أقرأها أكثر من مرة واحدة ، وما أكثر الكتب التي للزينة فقط ، ولكن هناك كتاب واحد تؤنسني قراءته دائما وهو كتاب المسلمين القران،فكلما أحسست بالإجهاد وأردت أن تنفتح لي أبواب المعاني والكمالات طالعت القران حيث أنني لا أحس بالتعب أو الملل بمطالعته بكثرة، لو أراد أحد أن يعتقد بكتاب نزل من السماء فإن ذلك الكتاب هو القران لا غيرإذ أن الكتب الأخرى ليست لها خصائص القران)
وقبله ما نقل عن الوليد بن المغيرة ذلك الصنديد العنيد عند سماعه للقران (والله! لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس ، ولا من كلام الجن، وإن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإن اعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق ، وإنه يعلو ولا يعلا عليه) وغيرهم كثير، ولكن بعد هذا كله ألا يجدر بنا أن نعود للقران ونعيش في ظلاله .
وأختم بقول وهيب بن الورد : نظرنا في هذه الأحاديث والمواعظ فلم نجد شيئا أرقُّ للقلوب ، ولا أشد إستجلابا للحزن من قراءة القران وتفهمه وتدبره، فرحم الله أقواما اذا مرو بآية فيها ذكر للنار فكأن زفيرها في آذانهم .
منع القران بوعده ووعيده==== مُقَلَ العيون بليلها لا تهجع
فَهِموا عن المَلِكِ الجليل كلامه==== فهماً تذِلُّ له الرقاب وتخضع
إن الكلام عن القران ذو شجون ولكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق ،،،،،