أيها الأخوة الأكارم, ما من أمرٍ في الدين إلا وله فوائدُ عظيمة، أسوق لكم على سبيل المثال: أن الذي يصلي، ويحني رأسه في الركوع والسجود, في كل صلاةٍ خمس مراتٍ, في كل يوم، العلماء أجروا تجربة، على أن الرأس إذا انخفض، احتقن الدم فيه، فازداد ضغط الشرايين، وإذا رُفع الرأس فجأةً هبط الضغط فجأةً من ازدياد الضغط، ومن هبوطه ينشأ في الأوعية الدموية ما يسمى بمرونة الأوعية، هذه المرونة لو أن ضغط الإنسان ارتفع فجأةً إلى ثلاث وعشرين درجة زئبقية، هذه الأوعية المرنة تحتمل هذا الضغط المرتفع، بينما إنسان لا يصلي، لو ارتفع ضغطه حتى الثمانية عشر درجة، ربما تمزقت شرايين الدماغ، وأصيب بسكتةٍ دماغية, فهذه الصلاة من ركوعٍ وسجودٍ حتى إن بعض أمراض الشقيقة، سببها ضعف تروية المخ بالدماء، وإن السجود وحده هو الذي يزيد من تروية المخ بالدماء .
فيا أيها الأخوة الأكارم, الأوامر التي أمرنا بها من عند خالقنا، من عند صانع الإنسان من عند العليم، من عند الخبير، فأن يكون الإنسان يقظاً قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها, وأن يتعرض إلى هذه الأشعة المفيدة، له عملٌ فيه مرضاةٌ لله عزَّ وجل, وفيه فائدةٌ للجسم، بل إن أحدث اكتشاف في الطب أن حتى الأورام السرطانية، سببها ضعف جهاز المناعة، وجهاز المناعة سببه الشدة النفسية، والتوحيد وحده يُعفي الإنسان من تلقي هذه الشدائد، بإمكانك أن تصيح و تقول: الإيمان صحة، إنك إذا رأيت أن الله وحده المتصرف، وأنه حكيمٌ، وأنه عليمٌ، وأنه رحيمٌ، وأنه قديرٌ، وحتى المصائب وراء حكم بالغة، إذا أيقنت هذا، ورأيت يداً واحدة، ارتاحت نفسك، فإذا ارتاحت نفسك، خفَّت عليها الشدة النفسية، قوي جهاز المناعة، لذلك ما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد, قال تعالى:
﴿فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ﴾