ما هي الجريمة التي ارتكبها مبني اتحاد الكرة ؟.. لا يعرف الذين أشعلوا نار الحقد فيه أنهم أشعلوا النار في أثر من آثار مصر شهد أحداثاً محلية ودولية كثيرة.. هذا المبني التاريخي شاهدته أمس لا حول له ولا قوة والنيران تأكل فيه من كل جانب تتوسطها الجدارية البارزة لبعض رموز الكرة المصرية.. لقد شعرت بحسرة وألم شديد وأنا أري ألسنة اللهب تنطلق من نوافذ هذا المبني الذي تربطني شخصياً به علاقات حميمة.. فأنا أحفظ الأسماء والأشياء فيه عن ظهر قلب.. وقفت أمامه متسائلا:- ماهي الجريمة التي يستحق عليها هذا الحكم القاسي.. إنه مبني صامت لا يتحرك.. ولو افترضنا جدلاً أن هناك أخطاء ارتكبها أعضاء الاتحاد.. فما سبب احراق المبني.. الذين أشعلوا النار في اتحاد الكرة لا يمكن أن يكونوا من مشجعي كرة القدم أو محبيها.. إنهم كارهون حاقدون مصابون بعمي القلب.. علي عيونهم غشاوة.. لأنهم لا يعرفون أننا جميعا وهم معنا سيتحملون إعادة ترميم وتأثيث هذا المبني وكذلك نادي ضباط الشرطة بالجزيرة الذي يعد مفخرة لكل المصريين في ترتيبه وتنظيمه وجمال مبانيه التي تحمل عبق التاريخ القديم..
هؤلاء الذين أضرموا النار في الاتحاد والنادي هم من نفس الفصيل الجاهل الذي أشعل النار في المتحف العلمي ووقفوا يرقصون والنار تأتي علي كل ما يقابلها.. هذا العبث لابد أن يتوقف لأن بلادنا لا تحتمل كل هذا الخراب والدمار ولا يمكن لمصري حر أن يصمت أمام هذه المهزلة.. ولا يمكن لعاقل أن يقبل أن الجناة مجهولون أبداً.. لابد أن تصل يد العدالة إلي هؤلاء لينالوا جزاءهم علي ما اقترفوه من جرائم في حق هذا الوطن.. وأرجو أن نكف عن القول أن أجهزة الأمن والتحقيق لم تتوصل إلي الفاعل الحقيقي والمحرضين علي ذلك والإعلان عنهم أمام الناس ليعرفهم الجميع.. كفانا " طرمخة"وسكوتاً.. لأن السكوت جريمة نشارك فيها جميعاً ضد بلادنا.. كثيرون يمكنهم أن يقدموا معلومات الي النيابة العامة عن المتهمين ولابد أن يسارعوا بدافع الوطنية وحب هذا البلد إلي تقديم هذه الأدلة حتي تساعد في القبض علي هؤلاء الذين يعيثون في الأرض فساداً.. إننا نعيش مأساة حقيقية وأزمة أسأل الله أن تنقشع غيومها قريباً.